لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان
إن الأيام والشهور إنما تتفاضل بما فيها من الأعمال الصالحة، والسعيد من عمر تلك الأيام والساعات بما فيه رضى رب الأرض والسماوات، وها هو ذا شهر شعبان الذي تشعبت فيه الخيرات، فكان من أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان كما في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها، والحكمة من ذلك ما صح بيانه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيْهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِيْنَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِيْ وَأَنَا صَائِمٌ " .
إن شهر شعبان قد تصرمت أيامه وها هي ذي أفضل ليلة فيه ألا وهي ليلة النصف من شعبان، التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِيْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيْعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ " رواه ابن ماجة وحسنه الألباني.
فيا أيها الحبيب إياك إياك من عمل يكون سببا في حرمانك من مغفرة الله سبحانه لك، فالحذر الحذر من الشرك جليه وخفيه، كبيره وصغيره، والحذر الحذر من الشحناء والبغضاء التي تفسد القلوب وتورث النفوس السوء، والطوية خبثا، وليكن حالك حال من يقول:
سَألْزِمُ نَفْسِي الصَّفْحَ عَنْ كُلِّ مُذنِبِ*** وَإِنْ كثُـرَتْ منـه إِلـيَّ الجَـرائمُ
فـمَا الـنَّـاسُ إِلَّا وَاحِـدٌ مِـنْ ثَـلاثَـةٍ*** شَرِيفٍ ومَشْرُوفٍ ومِثلٍ مُقـاومُ
فـأمَّا الَّذِي فَـوقِـي فَـأعرِفُ قَـدرَهُ*** وَأتـبَـعُ فـيهِ الحـقَّ والحـقُّ لازمُ
وأمـّا الَّـذِي دُونِي فَـأحـلُمُ دَائِبــاً*** أصُونُ بِهِ عِرضِـي وَإِنْ لَامَ لَائِـمُ
وأمَّـا الَّـذِي مِثْلِي فإن زلّ أو هَفَـا*** تفضّلتُ إنَّ الفضلَ بِالفَخْرِ حَاكمُ
اللهم بـــارك لنـــا في شعبـــان وبلغنــا رمضـــان .
0 التعليقات:
إرسال تعليق
علّق هنا