الأحد، 23 يونيو 2013

سلسلة الإعلام بأحكام الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم



      هذه سلسلة بإذن الله سأستمر فيها خلال الأيام المتبقية من شهر شعبان نتعرف فيها وإياكم على جملة من أحكام الصيام ، لكي يكون الواحد منا على بصيرة في عبادته لربه، أسميتها:" الإعلام بأحكام الصيام "، وهذا هو الدرس الأول من هذه السلسلة المباركة .


الصيام تعريفه وفرضيته


تعريف الصوم لغة : الإمساك، ومنه قوله تعالى:{إِنِّيْ نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَومًا} أي إمساكا عن الكلام، وشرعا: الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس تعبدا لله عز وجل .


فرضية الصيام : ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، ففي الكتاب قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقوله:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، وفي السنة أحاديث كثيرة منها: حديث ابن عمر المتفق على صحته، قال فيه صلى الله عليه وسلم :"  بُنِيَ الإسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ " وذكر منها :" وَصَومِ رَمَضَانَ "، وانعقد الإجماع على وجوب الصوم، فوجوبه من المعلوم من الدين بالضرورة، وجاحده كافر بالله العظيم، وأما تاركه كسلا وتهاونا فعلى خطر عظيم، لتركه أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام, وارتكابه كبيرة من كبائر الذنوب والآثام .

      لقد كانت فرضية الصيام في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد صام تسع رمضانات، ولمشقة الصيام كانت بداية فرضية  صيام شهر رمضان بالتدريج، فكان أولا تخييرا بينه وبين الإطعام، ثم ثبت وجوبه إلا من أباح له الشارع الترخص في الفطر، قال ابن القيم رحمه الله:وكان للصوم رُتَبٌ ثلاث، إحداها: إيجابُه بوصف التخيير. والثانية: تحتُّمه؛ لكن كان الصائمُ إذا نام قبل أن يَطْعَمَ حَرُمَ عليه الطعامُ والشرابُ إلى الليلة القابلة، فنُسِخ ذلك بالرتبة الثالثة: وهي التي استقر عليها الشرعُ إلى يوم القيامة .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

علّق هنا